الثلاثاء، 13 مارس 2012

المشاكل العاطفية ومعاناة الشباب النفسية

المشاكل العاطفية ومعاناة الشباب النفسية - منتدى حلب روز


عبد الله الحسون

الشباب الفترة الأكثر أهمية وعنفواناً في حياة الإنسان وفيها يتحدد مسيرة حياة الشاب أو الشابة وهل هو ناجح أو فاشل .. ولو بحثنا عن أسباب المعاناة النفسية للكثير من الشباب لوجدنا أن أكثر تلك الأسباب هي المشاكل العاطفية قبل كل شيء .
وكثيراً ما يتساءل هؤلاء الشباب ويسعون لان يفهموا ماذا يحدث لهم ولعواطفهم ولماذا ينجذبون بعضهم لبعض ثم سرعان ما يختلفون ويبدأ الهجر والقطيعة من جديد ثم الوصال ثم الهجر وهكذا ... ويبدو أنه من أصعب الأشياء التي يواجهها المحبون هو أن يقف الشريكان على حافة الفراق وأن يذهب كل واحد منهما إلى حال سبيله لعدم التفاهم وتفاقم المشاكل بينهما بسبب الفشل العاطفي المرتكز على اختلاف الدوافع وتصبح الدنيا بنظرهما لا طعم لها ويمرُّ الوقت بطيئاً بدرجة لا تحتمل ويكون من الصعب القيام بأي مجهود ولو بسيطاً ... الأكل لا طعم له والنوم لا يأتي بسهولة الأعصاب تفلت وتنهار لأتفه الأسباب ، التحدث مع الأهل والأصدقاء يصبح عناءً شديداً فيفضلا الانعزال عن الناس ويشعران بالمرارة في حلقهما وينقص وزنهما ولا يشعران بشيء من حولهما فيستغرب المحيطون بهما وتتدهور صحتهما ويصبحان أشبه بكائنين لا حياة فيهما يتحركان ويعيشان مثل إنسان آلي ثم سرعان ما يعودان لبعضهما بسبب عدم قدرتهما على احتمال معاناة الفراق ، فتشرق لهما الدنيا من جديد وتدب الحياة في أجسامهما ويتفقان على عدم الفراق مرة أخرى مهما حدث ، فلقد كانت تجربة قاسية لا يريدان المرور بها مرة أخرى لأنهما عرفا أن حبهما أقوى من المشاكل التي تعصف به لذا عادا لبعضهما فالإنسان عندما يكون في حالة حب فإن مادة الأندروفين المسكنة تفرز بطريقة أكثر من المعتاد فيشعر المحب بالهدوء والنشوة من جراء علاقة الحب التي يعيشها وعندما يتوقف الحب فإن مادة الأندروفين المسكنة تفرز بطريقة أكثر من المعتاد فيشعر المحب بالهدوء والنشوة من جراء علاقة الحب التي يعيشها وعندما يتوقف الحب فإن مادة الأندروفين تعود إلى مستوى إفرازها العادي أو أقل من المعتاد وهذا يؤدي إلى المعاناة النفسية الشديدة التي تشبه في حدتها الإدمان على المواد المنشطة لذا فمن المهم بمكان للمحبين الشباب أن يفهموا ذلك ويعرفوا المعاناة الشديدة تلك هي معاناة لها أساس عضوي بالمخ تشبه المرض الحقيقي للإنسان من جراء تباعد المحب أي بابتعاد الطرق التي أدمن عليه المحب فمدة وقوة المعاناة بعد الفراق لا تعني بالضرورة قوة الحب ولكن قد تعكس اضطراباً عضوياً أقوى لذا فإن النتيجة التي يخلص لها المحب ليست بالضرورة أن يعود أحدهما للآخر ، خاصة أن المشاكل بينهما لا حل لها وأنهما قد حاولا أكثر من مرة ولم ينجحا فإدمان الحب من أسس العواطف رغم أنه لا يتكرر كثيراً ، وإن معاناة الحب لذة يعرفها المحبوب ، فهنالك تلاصق وانسجام تام بين المشاكل النفسية والمشاكل العاطفية للشباب ولا يمكن النظر لإحداهما دون النظر للأخرى .‏

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق