السبت، 7 أبريل 2012

متاعب تعدد الزوجات و الغيرة - منتدى حلب روز

متاعب تعدد الزوجات و الغيرة

متاعب التعدُّد وموضوع الغيرة:

لو كانت متاعب التعدُّد للزوجات تقف عند ضرورة أن ينام حيث يفرض عليه الواجب، ويلتزم بينهما في النفقة على ما بينا. ربما هان الأمر.

ولكن المطلوب أبعد من كل هذا وأشدُّ.
موضوع الكلمة يحاسب عليها، وبشاشة الوجه،
وأفعال الغيرة. وما أدراك ما الغيرة؟
لقد سيطرن حتى على أمهات المؤمنين، مع أن القرآن الكريم قال عنهن: {يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ}
وسبب شدة غيرتهن أن الرجل كلما كان عظيماً كلما زادت غَيرةُ الزوجات عليه، فكيف إذا كان الزوج هو النبي - صلى الله عليه وسلم - الذي جمع الله فيه محاسن الأمة ليكون قدوة لها في كل كمال.
لقد كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يربي نساءَه، ويُعِدُّهنَّ لأمر عظيم.
عندما دخلت هالة - أخت السيدة خديجة - رضي الله عنها - على النبي - صلى الله عليه وسلم - فبش لها وقال: اللَّهُمَّ هَالَةَ قَالَتْ عَائِشَةُ فَغِرْتُ فَقُلْتُ مَا تَذْكُرُ مِنْ عَجُوزٍ مِنْ عَجَائِزِ قُرَيْشٍ حَمْرَاءِ الشِّدْقَيْنِ هَلَكَتْ فِي الدَّهْرِ قَدْ أَبْدَلَكَ اللَّهُ خَيْرًا مِنْهَا"
في مسن الإمام أحمد - رحمه الله - عن عَائِشَةَ قَالَتْ:
"كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا ذَكَرَ خَدِيجَةَ أَثْنَى عَلَيْهَا فَأَحْسَنَ الثَّنَاءَ قَالَتْ فَغِرْتُ يَوْمًا فَقُلْتُ مَا أَكْثَرَ مَا تَذْكُرُهَا حَمْرَاءَ الشِّدْقِ قَدْ أَبْدَلَكَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بِهَا خَيْرًا مِنْهَا قَالَ مَا أَبْدَلَنِي اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ خَيْرًا مِنْهَا قَدْ آمَنَتْ بِي إِذْ كَفَرَ بِي النَّاسُ وَصَدَّقَتْنِي إِذْ كَذَّبَنِي النَّاسُ وَوَاسَتْنِي بِمَالِهَا إِذْ حَرَمَنِي النَّاسُ وَرَزَقَنِي اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ وَلَدَهَا إِذْ حَرَمَنِي أَوْلَادَ النِّسَاءِ".
لقد غارت عائشة من خديجة - رضي الله عنها - بعد موتها لكثرة وفاء النبي - صلى الله عليه وسلم - لها.

والوفاء من أخلاق الدين.

قالت عائشة: ما غرت على امرأة لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما غرت على خديجة لكثرة ذكر النبي لها، وثنائه عليها.
ولا ننسى سِنَّ السيدة عائشة في هذه الأيام، وشعورها بل ويقينها بحب النبي - صلى الله عليه وسلم - لها. حبًّا جعله يعتذر لله - سبحانه - عنه.
"الله هذا قسمي فيما أملك فلا تؤاخذني فيما تملك ولا أملك"

الغَيرةُ دليلٌ على الحبِّ

ولكن تجاوز الحد فيها يُعسر الحياة معها. وهذه من مشكلات التعدد.
ومن قصص الغيرة وعلاج النبي - صلى الله عليه وسلم - لها:
ما رواه البخاري عَنْ أَنَسٍ قَالَ:
كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِنْدَ بَعْضِ نِسَائِهِ فَأَرْسَلَتْ إِحْدَى أُمَّهَاتِ الْمُؤْمِنِينَ بِصَحْفَةٍ فِيهَا طَعَامٌ فَضَرَبَتْ الَّتِي النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي بَيْتِهَا يَدَ الْخَادِمِ فَسَقَطَتْ الصَّحْفَةُ فَانْفَلَقَتْ فَجَمَعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِلَقَ الصَّحْفَةِ ثُمَّ جَعَلَ يَجْمَعُ فِيهَا الطَّعَامَ الَّذِي كَانَ فِي الصَّحْفَةِ وَيَقُولُ غَارَتْ أُمُّكُمْ ثُمَّ حَبَسَ الْخَادِمَ حَتَّى أُتِيَ بِصَحْفَةٍ مِنْ عِنْدِ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا فَدَفَعَ الصَّحْفَةَ الصَّحِيحَةَ إِلَى الَّتِي كُسِرَتْ صَحْفَتُهَا وَأَمْسَكَ الْمَكْسُورَةَ فِي بَيْتِ الَّتِي كَسَرَتْ".
وقصص كثير كان يحدث في بيت النبي - صلى الله عليه وسلم -
بسبب الغيرة.
والنبي - صلى الله عليه وسلم - يصبر ويعالج ويقدر لهن الدافع على فعلهن. ولقد كان النبي - صلى الله عليه وسلم - غيوراً وكان الزبير - رضي الله عنه - معروفاُ بالغيرة، وكان عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - مفرطاً ولكن الله أكثر غيرة من النبي"

إن الله - عز وجل - يغار، وإن المؤمن يغار، وغيرة الله أن يأتي المؤمن ما حرم الله عليه.
وبعد: إن الإسلام عندما شرع تعدُّد الزوجات أكد بذلك عالمية الدعوة لأنه وضع حلولاً لكل البشر مع تعدُّد أحوالهم الفردية والاجتماعية في السلم وفي الحرب. والرخاء والكرب.
والإسلام حدد عدد الزوجات وكان قبل الإسلام متروكاً لقدرة الرجل - كما قلت.
وأوجب على الرجل حقوقاً تنظِّمُ الأسرة في المبيت والنفقة حتى الكلمة ينطق بها الرجل والابتسامة يبتسمها. اشترط الإسلام العدل النسبي بين الزوجات - كما سبق أن قلتُ.