الأربعاء، 13 يونيو 2012

فوائد الصيام الصحية - syria talk

فوائد الصيام الصحية    الصيام دورة وقائية وعلاجية
إن الحديث عن عبادة الصيام، وما فيها من تقوى وإكرام لا يعني أن الصيام ليس له فوائد صحية، بل إن في الصيام من الفوائد الصحية ما يدهش العقول؛ لأن خالق هذا الإنسان هو الذي فرض عليه الصيام، وأمر الله سبحانه وتعالى أجل وأعظم من أن ينصرف إلى حكمة واحدة، لذلك فللصيام حكم لا تعد ولا تحصى.
قال بعض العلماء: "إن الصيام دورة وقائية سنوية، تقي الإنسان من الأمراض الكثيرة، فهو سلوك وقائي من أجل سلامة هذه العضوية، ودورة علاجية بالنسبة لبعض الأمراض، فالصيام يقي المسلم المتبع لسننه المعتدلة في تناول الطعام في أثناء الصيام من أمراض الشيخوخة".
إن أمراض الشيخوخة تظهر في الكبر، ولكن مسبباتها تبدأ في الشباب، يأتي الصيام ليقيم هناك توازنا بين استهلاك العضوية ووقاية الأجهزة، فلذلك معظم أمراض الشيخوخة تنجم عن الإفراط في إرهاق العضوية طوال الحياة، بالطعام والشراب، وبسائر الملذات، وبالعمل، والتعب، وبذل الجهد، فيأتي الصيام ليريح هذه العضوية، وليصحح الأخطاء التي ارتكبت في بقية أشهر العام، فيعود الجسد من دورة رمضان وقد صانه صاحبه، وجدد نشاطه به.
روي عن النبي عليه الصلاة والسلام: "صوموا تصحوا".
فالصيام كما يقول العلماء: "هو إلى الطب الوقائي أقرب منه إلى الطب العلاجي"، بدليل أن المريض يرخص له في أن يفطر، وبعض حكمه أن الصيام يخفف العبء عن جهاز الدوران، القلب والأوعية، حيث تهبط نسبة الدسم وحموضة البول في هذا الشهر إلى أدنى درجة، ومع انخفاض هذه النسبة يقي الإنسان نفسه من مرض ذي خطورة، هو تصلب الشرايين، الذي يسبب إرهاق القلب، والذبحة الصدرية، ومع انخفاض نسبة حمض البول في الدم يقي الإنسان نفسه من مرض آخر هو التهاب المفاصل. إن الصيام يخفف العبء عن جهاز الدوران، ويريح الأوعية، والقلب بانخفاض نسبة الدسم في الدم، وانخفاض نسبة حمض البول، وإن الصيام يريح الكليتين بإقلال فضلات الاستقلاب، فتحول الطعام إلى طاقة عملية يسمى الاستقلاب، ففي شهر الصيام ينخفض الاستقلاب إلى أدنى مستوى، هذا بشرط أن يصوم الإنسان كما أمر النبي عليه الصلاة والسلام، وأن يأكل باعتدال، أما أن يجعل الطعام في الليل مكان النهار فليس هذا بالصيام المأمور به.
يقول العلماء: "إن سكر الكبد - المخزون السكري - يتحرك في الصيام، ومع تحرك هذا المخزون يتجدد نشاط الكبد"، والإنسان لا يستطيع أن يعيش دون كبد أكثر من ثلاث ساعات، وإن الصيام يدعو سكر الكبد إلى التحرك، ويتحرك معه الدهن المخزون تحت الجلد، وتتحرك معه البروتينات، والغدد، وخلايا الكبد، وإن الصيام كما قال بعض الأطباء يبدل الأنسجة وينظفها، وكأنه صيانة سنوية لأنسجة وأجهزة الجسم، هذا عن الناحية الوقائية، فماذا عن الناحية العلاجية؟
إن الصيام يعد علاجا لبعض الأمراض، منها التهاب المعدة الحاد، ومنها إقياءات الحمل العنيدة، ومنها ارتفاع الضغط الشرياني، ومنها الداء السكري، ومنها قصور الكلية المزمن، ومنها بعض الأمراض الجلدية.
إن أمر الله مبارك، يطهر النفس، وينير القلب، ويعطيك الرؤية الصحيحة، فتعرف الحق من الباطل، والخير من الشر.

الصيام وآلية الهضم
قال بعض العلماء المتخصصين في التغذية: "ليس علم الإنسان بوظائف الطعام هو الذي يدفعه إلى تناول الطعام، ولكن الإحساس بالجوع الضاغط، وشهوة الطعام الباعثة هما اللذان يحركان الإنسان إلى الطعام، أما حاسة الجوع فتدعو الإنسان على ما يسد حاجته من الطعام ليبقى حيا، وأما شهوة الطعام الباعثة فهي وسيلة، وليست غاية". فمن نعم الله عز وجل أن هذا الطعام الذي هو سبب في بقاء حياتك طيب المذاق، فهناك الحاجة إلى الطعام بدافع الإحساس بالجوع، وهناك لذة الطعام، فقد يستكمل الإنسان حاجته إلى الطعام بسائل يحقن في دمه، ولكن الله عز وجل تفضل علينا فجعل هذا الطعام ذا طعم لذيذ، فشهوة الطعام وسيلة، فإذا جعلها الإنسان غاية اضطرب الجسم، وثمة أناس كثيرون عن سوء تقدير منهم، أو عن ضعف في إرادتهم يجعلون شهوة الطعام غاية، وإذا أصبح الطعام غاية يتعطل ما يسميه العلماء الجرس الخفي، الذي يدق حين الجوع فقط! فتتعطل وظيفة هذا الجرس، فالمعدة كما قال عنها العلماء: "تتمدد مرات عديدة، فمن حجم ابتدائي مئتين وخمسين سنتمترا مكعبا، إلى ألفين وخمسمئة سنتمتر مكعب"، فحينما تتمدد المعدة يصبح الطعام هدفا؛ وعندها نعيش لنأكل! هذا تمهيد.
وهناك حقيقة عجيبة جدا، ولكنها ثابتة على نحو قاطع، وهي أن آليات تعامل الأبدان مع الطعام تستوجب الصيام، فقد خلق المولى جل وعلا الأبدان على نحو يهيئ التعامل مع مركبات الطعام وفقا لآلية تسير بانتظام وتوافق في ثلاث مراحل، وهذا بحث مهم جدا.
المرحلة الأولى: مرحلة هضم الطعام في المعدة والأمعاء، ثم الامتصاص والتمثيل، وتحويل الطعام إلى سكر يسري في الدماء، وإلى مواد أخرى مرممة يستخدمها الجسم لإطلاق الطاقة، وبناء الأنسجة.
المرحلة الثانية: مرحلة تخزين الفائض من الطاقة، التي تزيد على حاجة الجسم، فالسكر الفائض يخزن في الكبد، والعضلات على نشاء حيواني، ويخزن الفائض الدهني في معظم أنحاء الجسم.
فالأولى هضم، وامتصاص، واستهلاك، والثانية تخزين. والمرحلة الثالثة: هي مرحلة فتح مخازن الطاقة، وتحويل السكر والدهون إلى سكر وأحماض دهنية لإطلاق طاقتها في الجسم، وهذه المرحلة لها ميزة خاصة، وهي أنها لا تحدث مطلقا إذا لم يمتنع الإنسان لفترة زمنية محددة عن تناول الطعام، فالمهمة الثالثة معطلة ما لم يمتنع الإنسان عن تناول الطعام!
قال العلماء: "يبدأ مستوى السكر في الدم من ثمانين إلى مئة وعشرين ميليغراما في كل مئة سنتمتر مكعب"، هذه نسبة السكر في الدم، وبعد صيام ست ساعات تنخفض هذه النسبة، وهنا تتجلى عجيبة من عجائب الجسم البشري؛ مركز بالدماغ، يرسل إلى الغدد الصماء رسائل عاجلة يطلب منها العون والمدد، فيفرز الكظر هرمونا يحث على تحويل النشاء الحيواني في العضلات والكبد إلى سكر بوساطة هرمون، والغدة الدرقية تفعل مثل ذلك عم طريق إفراز هرمونها، فهي تحث سكر الدم المخزن في العضلات والكبد على أن يطلق، ويستهلك؛ لأن نسبة السكر في الدم انخفضت بعد ست ساعات من الصيام، والغدة الأخرى هي البنكرياس، تفعل مثل ذلك عن طريق هرمون يحث هذه المخزونات على الانطلاق كي تستهلك، فإذا استهلك الإنسان ما هو مخزون عنده من السكر في عضلاته وكبده يتحول العمل إلى الدهون المخزنة فتهدمها، وتحرر طاقتها، وقد أكدت الأبحاث العلمية ازدياد احتراق الدهون طوال ساعات الصيام، واستهلاك الدهون المتراكمة في مناطق ترسبها على الجسم.إنها حقيقة عجيبة، فكل كيلو غرام من الأنسجة الدهنية يحتاج إلى ثلاثة كيلو مترات من الأوعية الشعرية التي يسري خلالها الدم، وهذه عبء على القلب، فلو أن الإنسان زاد وزنه عشرة كيلو غرامات فهذا دليل على أن به ثلاثمئة كيلو مترات من الأوعية الشعرية الزائدة! وقال العلماء: "إن فيزيولوجية خلق الأبدان تقتضي الامتناع عن تناول الطعام"، لماذا؟ لإراحة الوظيفة الأولى والثانية، ولإتاحة الفرصة لعمل الوظيفة الثالثة، فالصيام ترتاح به وظيفة هضم الطعام وامتصاصه، وترتاح الوظيفة الثانية وهي تخزينه، وتبقى الوظيفة الثالثة، وهي هدم المدخرات الدهنية، وإحراقها، واستهلاك المدخرات الدهنية في العضلات والدم، فلكون الصيام ضروريا لكل إنسان كانت هذه الفريضة على كل الأمم والشعوب، قال تعالى: {ياأيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون} [البقرة: 183] .
ولكن هذا البحث العلمي يعني شيئا دقيقا، وهو أن الصيام عبادة، وقرب من الله، ومزيد من الاتصال بالله، وكل عمل ابن آدم له إلا الصيام فإنه لله، وهو يجزي به، فالصيام تقوية لإرادة الإنسان، وحتى يشعر الإنسان بضعفه البشري، فهذا البحث العلمي لا يخدش مهمة الصيام الأولى، وهي العبادة، والقرب، ولكن أمر الله متنوع، فهو عبادة، وهو قرب، وهو تحجيم، وهو صلة، وافتقار، وهو إضافة إلى كل هذا صحة.
- syria talk

فوائد الصيام الصحية - syria talk

فوائد الصيام الصحية -   الصيام دورة وقائية وعلاجية
إن الحديث عن عبادة الصيام، وما فيها من تقوى وإكرام لا يعني أن الصيام ليس له فوائد صحية، بل إن في الصيام من الفوائد الصحية ما يدهش العقول؛ لأن خالق هذا الإنسان هو الذي فرض عليه الصيام، وأمر الله سبحانه وتعالى أجل وأعظم من أن ينصرف إلى حكمة واحدة، لذلك فللصيام حكم لا تعد ولا تحصى.
قال بعض العلماء: "إن الصيام دورة وقائية سنوية، تقي الإنسان من الأمراض الكثيرة، فهو سلوك وقائي من أجل سلامة هذه العضوية، ودورة علاجية بالنسبة لبعض الأمراض، فالصيام يقي المسلم المتبع لسننه المعتدلة في تناول الطعام في أثناء الصيام من أمراض الشيخوخة".
إن أمراض الشيخوخة تظهر في الكبر، ولكن مسبباتها تبدأ في الشباب، يأتي الصيام ليقيم هناك توازنا بين استهلاك العضوية ووقاية الأجهزة، فلذلك معظم أمراض الشيخوخة تنجم عن الإفراط في إرهاق العضوية طوال الحياة، بالطعام والشراب، وبسائر الملذات، وبالعمل، والتعب، وبذل الجهد، فيأتي الصيام ليريح هذه العضوية، وليصحح الأخطاء التي ارتكبت في بقية أشهر العام، فيعود الجسد من دورة رمضان وقد صانه صاحبه، وجدد نشاطه به.
روي عن النبي عليه الصلاة والسلام: "صوموا تصحوا".
فالصيام كما يقول العلماء: "هو إلى الطب الوقائي أقرب منه إلى الطب العلاجي"، بدليل أن المريض يرخص له في أن يفطر، وبعض حكمه أن الصيام يخفف العبء عن جهاز الدوران، القلب والأوعية، حيث تهبط نسبة الدسم وحموضة البول في هذا الشهر إلى أدنى درجة، ومع انخفاض هذه النسبة يقي الإنسان نفسه من مرض ذي خطورة، هو تصلب الشرايين، الذي يسبب إرهاق القلب، والذبحة الصدرية، ومع انخفاض نسبة حمض البول في الدم يقي الإنسان نفسه من مرض آخر هو التهاب المفاصل. إن الصيام يخفف العبء عن جهاز الدوران، ويريح الأوعية، والقلب بانخفاض نسبة الدسم في الدم، وانخفاض نسبة حمض البول، وإن الصيام يريح الكليتين بإقلال فضلات الاستقلاب، فتحول الطعام إلى طاقة عملية يسمى الاستقلاب، ففي شهر الصيام ينخفض الاستقلاب إلى أدنى مستوى، هذا بشرط أن يصوم الإنسان كما أمر النبي عليه الصلاة والسلام، وأن يأكل باعتدال، أما أن يجعل الطعام في الليل مكان النهار فليس هذا بالصيام المأمور به.
يقول العلماء: "إن سكر الكبد - المخزون السكري - يتحرك في الصيام، ومع تحرك هذا المخزون يتجدد نشاط الكبد"، والإنسان لا يستطيع أن يعيش دون كبد أكثر من ثلاث ساعات، وإن الصيام يدعو سكر الكبد إلى التحرك، ويتحرك معه الدهن المخزون تحت الجلد، وتتحرك معه البروتينات، والغدد، وخلايا الكبد، وإن الصيام كما قال بعض الأطباء يبدل الأنسجة وينظفها، وكأنه صيانة سنوية لأنسجة وأجهزة الجسم، هذا عن الناحية الوقائية، فماذا عن الناحية العلاجية؟
إن الصيام يعد علاجا لبعض الأمراض، منها التهاب المعدة الحاد، ومنها إقياءات الحمل العنيدة، ومنها ارتفاع الضغط الشرياني، ومنها الداء السكري، ومنها قصور الكلية المزمن، ومنها بعض الأمراض الجلدية.
إن أمر الله مبارك، يطهر النفس، وينير القلب، ويعطيك الرؤية الصحيحة، فتعرف الحق من الباطل، والخير من الشر.

الصيام وآلية الهضم
قال بعض العلماء المتخصصين في التغذية: "ليس علم الإنسان بوظائف الطعام هو الذي يدفعه إلى تناول الطعام، ولكن الإحساس بالجوع الضاغط، وشهوة الطعام الباعثة هما اللذان يحركان الإنسان إلى الطعام، أما حاسة الجوع فتدعو الإنسان على ما يسد حاجته من الطعام ليبقى حيا، وأما شهوة الطعام الباعثة فهي وسيلة، وليست غاية". فمن نعم الله عز وجل أن هذا الطعام الذي هو سبب في بقاء حياتك طيب المذاق، فهناك الحاجة إلى الطعام بدافع الإحساس بالجوع، وهناك لذة الطعام، فقد يستكمل الإنسان حاجته إلى الطعام بسائل يحقن في دمه، ولكن الله عز وجل تفضل علينا فجعل هذا الطعام ذا طعم لذيذ، فشهوة الطعام وسيلة، فإذا جعلها الإنسان غاية اضطرب الجسم، وثمة أناس كثيرون عن سوء تقدير منهم، أو عن ضعف في إرادتهم يجعلون شهوة الطعام غاية، وإذا أصبح الطعام غاية يتعطل ما يسميه العلماء الجرس الخفي، الذي يدق حين الجوع فقط! فتتعطل وظيفة هذا الجرس، فالمعدة كما قال عنها العلماء: "تتمدد مرات عديدة، فمن حجم ابتدائي مئتين وخمسين سنتمترا مكعبا، إلى ألفين وخمسمئة سنتمتر مكعب"، فحينما تتمدد المعدة يصبح الطعام هدفا؛ وعندها نعيش لنأكل! هذا تمهيد.
وهناك حقيقة عجيبة جدا، ولكنها ثابتة على نحو قاطع، وهي أن آليات تعامل الأبدان مع الطعام تستوجب الصيام، فقد خلق المولى جل وعلا الأبدان على نحو يهيئ التعامل مع مركبات الطعام وفقا لآلية تسير بانتظام وتوافق في ثلاث مراحل، وهذا بحث مهم جدا.
المرحلة الأولى: مرحلة هضم الطعام في المعدة والأمعاء، ثم الامتصاص والتمثيل، وتحويل الطعام إلى سكر يسري في الدماء، وإلى مواد أخرى مرممة يستخدمها الجسم لإطلاق الطاقة، وبناء الأنسجة.
المرحلة الثانية: مرحلة تخزين الفائض من الطاقة، التي تزيد على حاجة الجسم، فالسكر الفائض يخزن في الكبد، والعضلات على نشاء حيواني، ويخزن الفائض الدهني في معظم أنحاء الجسم.
فالأولى هضم، وامتصاص، واستهلاك، والثانية تخزين. والمرحلة الثالثة: هي مرحلة فتح مخازن الطاقة، وتحويل السكر والدهون إلى سكر وأحماض دهنية لإطلاق طاقتها في الجسم، وهذه المرحلة لها ميزة خاصة، وهي أنها لا تحدث مطلقا إذا لم يمتنع الإنسان لفترة زمنية محددة عن تناول الطعام، فالمهمة الثالثة معطلة ما لم يمتنع الإنسان عن تناول الطعام!
قال العلماء: "يبدأ مستوى السكر في الدم من ثمانين إلى مئة وعشرين ميليغراما في كل مئة سنتمتر مكعب"، هذه نسبة السكر في الدم، وبعد صيام ست ساعات تنخفض هذه النسبة، وهنا تتجلى عجيبة من عجائب الجسم البشري؛ مركز بالدماغ، يرسل إلى الغدد الصماء رسائل عاجلة يطلب منها العون والمدد، فيفرز الكظر هرمونا يحث على تحويل النشاء الحيواني في العضلات والكبد إلى سكر بوساطة هرمون، والغدة الدرقية تفعل مثل ذلك عم طريق إفراز هرمونها، فهي تحث سكر الدم المخزن في العضلات والكبد على أن يطلق، ويستهلك؛ لأن نسبة السكر في الدم انخفضت بعد ست ساعات من الصيام، والغدة الأخرى هي البنكرياس، تفعل مثل ذلك عن طريق هرمون يحث هذه المخزونات على الانطلاق كي تستهلك، فإذا استهلك الإنسان ما هو مخزون عنده من السكر في عضلاته وكبده يتحول العمل إلى الدهون المخزنة فتهدمها، وتحرر طاقتها، وقد أكدت الأبحاث العلمية ازدياد احتراق الدهون طوال ساعات الصيام، واستهلاك الدهون المتراكمة في مناطق ترسبها على الجسم.إنها حقيقة عجيبة، فكل كيلو غرام من الأنسجة الدهنية يحتاج إلى ثلاثة كيلو مترات من الأوعية الشعرية التي يسري خلالها الدم، وهذه عبء على القلب، فلو أن الإنسان زاد وزنه عشرة كيلو غرامات فهذا دليل على أن به ثلاثمئة كيلو مترات من الأوعية الشعرية الزائدة! وقال العلماء: "إن فيزيولوجية خلق الأبدان تقتضي الامتناع عن تناول الطعام"، لماذا؟ لإراحة الوظيفة الأولى والثانية، ولإتاحة الفرصة لعمل الوظيفة الثالثة، فالصيام ترتاح به وظيفة هضم الطعام وامتصاصه، وترتاح الوظيفة الثانية وهي تخزينه، وتبقى الوظيفة الثالثة، وهي هدم المدخرات الدهنية، وإحراقها، واستهلاك المدخرات الدهنية في العضلات والدم، فلكون الصيام ضروريا لكل إنسان كانت هذه الفريضة على كل الأمم والشعوب، قال تعالى: {ياأيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون} [البقرة: 183] .
ولكن هذا البحث العلمي يعني شيئا دقيقا، وهو أن الصيام عبادة، وقرب من الله، ومزيد من الاتصال بالله، وكل عمل ابن آدم له إلا الصيام فإنه لله، وهو يجزي به، فالصيام تقوية لإرادة الإنسان، وحتى يشعر الإنسان بضعفه البشري، فهذا البحث العلمي لا يخدش مهمة الصيام الأولى، وهي العبادة، والقرب، ولكن أمر الله متنوع، فهو عبادة، وهو قرب، وهو تحجيم، وهو صلة، وافتقار، وهو إضافة إلى كل هذا صحة.
syria talk